استيراد نشاء البطاطس في الولايات المتحدة

في عالم التجارة الدولية، يعد استيراد المنتجات عنصراً حيوياً يؤثر في اقتصاديات الدول ورفاهية شعوبها. في الولايات المتحدة، يُعتبر الاستيراد أحد المحركات الرئيسية التي تسهم في تنوع السوق وابتكار الشركات. واحدة من أبرز تلك المنتجات هي نشاء البطاطس “Potato Starch” (رمز النظام المنسق HS: 110813)، والذي شهد إقبالاً كبيراً من المستهلكين والشركات على حد سواء. على مدى السنوات الثلاث الماضية، بلغت إجمالي كمية استيراد نشاء البطاطس حوالي 140,369,405 كيلوجرام في عام 2021، و157,935,702 كيلوجرام في عام 2022، لتصل إلى 156,156,356 كيلوجرام في 2023، بقيمة مالية تجاوزت الـ 341,613,315 دولار في 2021 و394,664,680 دولار في عام 2023.

ولكن ماذا عن الدول التي تصدر لنا كل هذا النشاء؟ تأتي ألمانيا كأقوى المصدِّرين، بحصة سوقية تُقدر بـ 24%، تليها هولندا وكندا ودول أخرى. بينما تواجه الدول المصدّرة تحديات شاقة في التنقل بحرية ضمن السوق الأمريكية. الشعور بالغموض ينتابهم، إذ تتعقد العمليات اللوجستية وارتفاع تكاليف الشحن، مما يجعل من الصعب عليهم تحديد مشترين جدد وفهم احتياجات السوق المحلي.

من خلال هذه المقالة، سنستكشف تفاصيل هذه التجارة ونعرض البيانات بأدق التفاصيل، مستعرضين القوة والدروس المستفادة من هذه السوق المتقلبة التي تجذب مصدري نشاء البطاطس والعملاء المحتملين على حد سواء. ولكن لننجح في ذلك، يجب على المصدرين الاستفادة من الفرص المتاحة وأن يكونوا أكثر تفهماً للأسواق التي كانوا يتوسعون فيها.

ألمانيا

تتمتع ألمانيا بقدرات تصديرية كبيرة في مجال نشاء البطاطس، حيث صدرت نحو 34,161,315 كيلو جرام إلى الولايات المتحدة خلال العام 2022، واستحوذت على ما يعادل 24.33% من حصص السوق، مما يعكس نمواً مستدامًا في أدائها على مدار السنوات الثلاث الماضية.

هولندا

تُعد هولندا من الدول الرئيسية التي تساهم بشكل كبير في تصدير نشاء البطاطس إلى الولايات المتحدة. في عام 2022، صدرت هولندا 30,242,015 كيلو جرام، مما منحها حصة سوقية بلغت 20.43%. وكانت هناك زيادة تدريجية في حصة هولندا السوقية خلال السنوات السابقة.

بولندا

تتفوق بولندا كلاعب رئيسي في سوق تصدير نشاء البطاطس إلى الولايات المتحدة، حيث بلغت صادراتها 21,664,172 كيلو جرام في 2022، مما منحها حصة سوقية قدرها 14.5%. يُظهر أداء بولندا اتجاها إيجابيا خلال السنوات الثلاث الماضية.

تحليل التنافس بين الدول المصدرة

إن المنافسة بين الدول المصدرة إلى الولايات المتحدة ليست مجرد منافسة عادية، بل هي تحدي للهيمنة في سوق يضع معايير عالية ويرتبط بجملة من المتغيرات التي تؤثر على حصة كل بلد. سنقوم في هذا الجزء من مقالنا بتحليل الدول المصدرة من حيث حصص السوق، والتحولات في الترتيب، والاستراتيجيات المستخدمة، والعوامل المؤثرة في قدرتها التنافسية، وأخيرًا، التحديات التي تواجه هذه البلدان.

1. توزيع الحصص السوقية

خلال السنوات الثلاث الماضية، أظهرت بيانات الاستيراد أن بعض البلدان تحافظ على تفوقها في السوق الأمريكي بوضوح. وفق الإحصائيات، نجحت كل من ألمانيا وهولندا والدنمارك في الصدارة، بينما شهدت دول مثل بولندا وكندا تحسنًا نسبيًا، لكن عانت دول مثل فرنسا وفنلندا من انخفاض حصصها.
إذا نظرنا إلى الأرقام، نجد أن ألمانيا تمتلك حصة سوقية تمثل حوالي 22% من إجمالي الاستيراد الأمريكي للمنتج، واستقرت حصتها بين 21% و23% في السنوات الأخيرة. بينما ارتفعت حصة هولندا من 18% في 2021 إلى 20% في 2023، مما يدل على قوة استراتيجيتها التجارية.

تتفاوت الترتيبات بين الدول المصدرة شيئاً فشيئاً؛ حيث شهدت الدنمارك تحولاً ملحوظًا حيث ارتفعت من الرتبة الرابعة إلى المرتبة الثالثة، مما يدل على تحسن نوعية منتجاتها وكفاءتها في التعامل. وعلى النقيض، انخفضت فرنسا إلى الترتيب الخامس ما يعكس التحديات المحيطة بها.

في سياق تحفز النمو واستيراد نشاء البطاطس، تظهر الفرص بشكل أكبر خاصةً في القطاعات التي تتجه نحو التنمية المستدامة والابتكار في جودة المنتجات. الدول الرائدة تحتاج للحفاظ على زخمها بينما يجب أن تستكشف مجالات جديدة لضمان استمرار النمو.